روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | رمضاء المشكلات.. ونار الطلاق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > رمضاء المشكلات.. ونار الطلاق


  رمضاء المشكلات.. ونار الطلاق
     عدد مرات المشاهدة: 3841        عدد مرات الإرسال: 0

أنا شاب تزوجت من فتاة من أقاربي وهي جامعية وتعمل مدرسة وفي بداية الزواج كانت تشتكي من وساوس وأنه هنالك من يتكلم في أذنها ويقول لها اتركي هذا الزوج فهو لا يصلح لكي واطريت إلى إخبار أهلها وبعد تقريبًا 15 يوم طلبت مني والدتها أن أوصلها لهم وأتركها عندهم لكي يعالجوها وأدفع لهم مبلغ العلاج فوق 3000 ريال على حسب طلب أمها حيث إنها تقول إن الشيخ طلب منها مصاريف العلاج

 

وبعد أسبوع أخذت زوجتي من أهلها والحمد لله صارت أفضل من أول بكثير ولكنها كانت تشك في كثير أني أغازل وأتحدث مع فتيات حيث إني صاحب موقع واضطرت أنها تراسلني على إيميل الموقع وتعطي اقتراحات ولم أرد علي رسائلها وراسلتني 3 مرات وبنفس الرسائل وأنا على نياتي وطلبت مني رقم جوالي لكي تخبرني بباقي الاقتراحات وسألتني إذا مرتبط أو لا وأنا بصراحة شكيت بالأمر لأنه أول مرة في حياتي تجيني مثل هذه الرسالة وعطيتها رقم جوالي وأنا متوقع أنه أحد الشباب يمزح معي أو يختبرني وانصدمت بعدما رديت على الرسالة فإذا هي زوجتي ترسل علي وتقول اكتشفت خيانتك يا خاين وما توقعتها منك اضطريت ألغي الموقع وأبيع جهاز الكمبيوتر وشرحت لها وبررت موقفي لكنها جلست شهور وهي تذكرني بهذا الموقف وأنها ما راح تنساه.

وصارت تراقبني وتراقب جميع تحركاتي ومكالماتي الهاتفية وتسألني عن خروجي ودخولي للبيت ومع مين كنت وشو اللي سويته وتعبت أنا من هالشي وغيرت رقم جوالي وقللت خروجي من البيت حتى أصدقائي اضطريت أني ابتعد عنهم علشان ارتاح من كثرة الأسئلة والمشاكل

وخفت المشاكل بخصوص الشك والغيرة لكن صارت مشاكل جديدة بخصوص أنها تحتاج لخادمه وأنها حامل وأنا كنت في ضيقة مالية وعندي ديون واضطريت أبيع سيارتي وأقدم على خدامة وفعلًا جبت لها خدامة واضطريت آخذ قرض ثاني واشتري سيارة جديدة ولكن المشاكل ما انتهت دائما تطلب مني الانتقال لشقة مستقلة بعيد عن أهلي وأكبر من الشقة اللي حنا ساكنين فيها وأنا وعدتها لما تنتهي الديون اللي علي راح إن شاء الله نطلع بشقه لكن بدون فائدة كل فترة وفترة تصير مشكلة امابيش ما نطلع ونتمشى أو ليه ما تعطيني مصروف بالرغم أنها موظفة وراتبها أكثر من راتبي وكنت امشي لها بعض الشهور مصروف وبعض الشهور ما اقدر

وكانت دائمًا تتذمر وأنا ما لقيت حل معها كل ما ناقشتها أو شرحت لها ظروفي وطلبت منها الصبر ما تتفهم استعنت بوالدتها وشرحت لها عن كل شي ولا استفدت بالعكس كانت تقول ليش تقول لأهلي اضطريت أكلم أخوها الكبير بحكم أن والدها متوفي ونفس الشيء ما استفدت شي لأنه كلمها ونصحها وهي تضايقت وقالت لا تدخل أهلي بينا وأنا ماني غلطانة أو صغيره تتشكى عند أهلي علي

وبعد فتره جلست عن أهلها مدة الإجازة وصارت مشكله واتصلوا علي قالوا إن الخدامة معها جوال وما ندري منين جايبة الجوال وأنها تكلم رجال وتدخلهم عندنا بالبيت وجيتهم لقيتهم ضاربينها ومحققين معها رغم أني متفق أن راتب الخدامة على زوجتي بعد ما كثرت الديون قالوا سفرها معاد نبيها واضطريت أني أسدد مستحقاتها 3 رواتب وأسفرها

استمرينا على هالحال والمشاكل لمدة سنتين وجانا مولود وبرضو جبنا شغالة ثانيه لكن باسم أحد إخوانها وهم اللي دفعوا كل تكاليفها وما استمرت 4 شهور وقالت أنا ماني مرتاحة لها وأشوف عليها شغلات ما تعجبني وسفروها وجلسنا بدون شغالة فترة الإجازة وصارت مشكله بيني وبين زوجتي وتطاولت علي وهددتني بسكين إذا ما نفذت طلبها أنا بصراحة زعلت وتضايقت كثير أخذت السكين منها وضربتها ضرب مبرح وقالت ودني لأهلي وقلت يالله روحي لأهلك ووديتها لأهلها وأخذت كل عفشها معها رغم أن إحنا نحب بعض كثير ورغم أنها ما تعذر ظروفي ورغم أنها غلطانة بحقي.

بعد شهر ونصف من المشكلة جيت أحاول استرجعها وكلمت أمها لكني انصدمت من رد أمها وهي تقول إن الرجل اللي يضرب زوجته هذا الضرب ويوديها لأهلها مع عفشها ما يسويها إلا إذا هي زانية أو مسوية منكر كبير حاولت أتفاهم مع الأم وأقول لها بنتك تهجمت علي وما ورى اليدين إلا الحلوق وإن اللي سوته غلط وأنا أدبتها ولكن بدون فائدة قالت ما راح ترجع إلا بشقة وأثاث جديد وهديه ورحت أخذت قرض واستأجرت شقه ورجعت لهم وخذيت زوجتي وشريت لها طقم ذهب علشان الم الشمل خصوصًا انه بينا طفل.

والحمد لله رجعت زوجتي

لكن بعد ما صار الدين 3 قروض وحالتي المادية ما تسر لا عدو ولا صديق

بعد ما استقرينا بالشقة الجديدة اضطريت أقدم على شغالة باسمي لكن تكاليفها كلها على زوجتي وبعد ما جبتها لا أخفي عليكم أن صلاتي بالمسجد قليله وبعض الفروض تفوتني صلاتها حتى بالبيت وإني أسمع أغاني وأدخن وهذا بالأخير صار يزعج زوجتي وحسيت أنها تغيرت وصارت تحثني على الصلاة أكثر من أول لكن مشكلة الشك رجعت من جديد وبعد ما قربت تخلص السنة صارت زوجتي تشك بالشغالة ودائما تشتكي لي عنها أنها تطلب مكالمة أهلها كثير وأنها معها جوال وأخذت الجوال منها وكانت تلقى باليوم أكثر من 30 مكالمة لم يرد عليها وأن هذا الشيء غير طبيعي قلت لها لا تعطينها الجوال إلا بالشهر مره تكلم أهلها وخليك موجودة معها زوجتي بطبيعة الحال ما اقتنعت راحت أخذت رقم تلفون كفيل الشغالة من جواز سفرها (كفيلها السابق) وكلمت على تلفون البيت وكلمت صاحبة الشغالة اللي كانت تشتغل عندها وحلفتها قالت وشلون الخدامة معكم يوم كانت تشتغل عندكم وقالت لها صاحبتها إنها ما تصلح وأنا قلت لها لا عاد تشتغلي بالسعودية وقالت أنا ما كنت مقصرة معها ومخلية معها الجوال 24 ساعة وبالبيت 3 خدامات لكني اكتشفت أنها لها علاقة مع عمال بالشارع وأنصحك أنك تسفرينها

زوجتي علمتني وقلت لازم نأخذ الحيطة والحذر ونشوف لها حل وصرنا نقفل البيت وما خليها تطلع بحالها ومنعتها زوجتي من توصيل الرسائل لأهلا ومنعتها من مكالمتهم وتحويل الراتب كل 3 شهور فقط طبعًا الخدامة موقعه عقد أنها إذا رفضت العمل راح تخسر 1500 دولار قيمة التأمين والعقد يشمل مدة عملها سنتين

زوجتي هداها الله كانت حامل بابني الثاني ودائما تصرخ على الشغالة وتسبها وتتلفظ عليها لما تتأخر بتنفيذ لأوامر أو ما تتقن الطبخ وأنا كنت أنصحها أنها ما تقسي عليها حتى ما تنتقم من الطفل

ولكن سبحان الله...

بعد ما ولدت زوجتي ووديتها عند أهلها تقضي فترة النفاس جيتهم زيارة.

وكلمتني الشغالة وقالت أنا ما تنزل معي الدورة وأنا ما استوعبت كلامها قلت كلمي المدام عن مشكلتك وكان الاتصال بيني وبين زوجتي منقطع وما عندها موبايل في ذلك الفترة وبرضو ما عندهم تلفون ثابت حتى أبلغهم عن الشغالة وتصرفها معي

كلمت اخو زوجتي وقلت له الخدامة تقول إنه ما تنزل معها الدورة وأنا بصراحة ماني مرتاح لكلامها وليش تقول لي أنا بالذات ليش ما تشتكي هالمشكلة لزوجتي تتوقع علشانها خايفة منها لأنها آخر مره صبت علي يدينها إبريق ماء يغلي وهي تحقق معها هل لها علاقة معي أو لا وكانت تستجوبها طبعًا ما عرفت هالشيء إلا لما كانت زوجتي بالمستشفى تولد جاتني الخدامة وشكت لي المشكلة وورتني الحروق بيديها وقالته لها أنتي ما تسمعين الكلام ولا تطيعين الأوامر حتى تسلمين من المشاكل امشي عدل وما راح يجيك أي شيء مرة ثانية أنا راح أقول لزوجتي معاد تضربك بس أنت أحسني السيرة وأحسني شغلك بالبيت

وقلت لأخ زوجتي كل شيء

قال لا يكون حامل الشغالة قلت والله ما أدري عنها لكن الآن لازم نشوف حل ونتأكد من مشكلتها لكن لا تقول لأختك شيء الآن أنا اللي بقول لها

وفعلًا جيت لهم بالبيت وقلت لعمتي عن كلام الخدامة وقلت شوفوها وتأكدوا من كلامها خذوها وضربوها وحققوا معها

وقالت إنها حامل وأنه أنا اللي جيتها وزنيت معها وجبوها عندي وهي تبكي وقالوا مين اللي جاك اشتر علي بيدها وقالت بابا

أنا والله انصدمت وحسيت أن الأرض تزلزلت من تحتي وحسيت إن الدنيا تدور بي من اللي صار قلت لهم لازم أوديها للشرطة ونشوف إذا فعلا أنا أو لا هذه كذابة وتبغي تنتقم وتسافر بدون أي تكاليف ما اقتنعوا بكلامي وطلعت من عندهم ومحتار وش أسوي وزوجتي اتصلت فيني وهزئتني وطلبت الطلاق وهددوني أنهم بيسلمونها للشرطة لو ما طلقت قلت لهم هذه كذابة تبغون تودونها للشرطة ودوها تبغون تسفرونها سفروها طلاق ما راح أطلق وأنا مظلوم حللوها تحليل منزلي ما طلع فيها شيء وهي الآن مصرة على أني أنا زاني فيها وتألف الأكاذيب جاوزوجتي وأمها وأخذوا كل عفش زوجتي والآن زوجتي طالبة الطلاق وتقول ابستر عليك لكن طلقني

تدخل أبوي بالموضوع وحاول يحل الأمر وبدون فائدة وهم الآن لا هم اللي دخلوا أولادهم الكبار يتفاهمون معي ولا هم اللي سلموها للشرطة انتهى الأمر على طلب الطلاق واعتقد أنهم ينتظرون حتى يتاكدو100% إذا هي حامل أو لا وأنا ما أدري مع من أتفاهم وكيف أتصرف بهذه المشكلة المعقدة جدا

وأشير لكم بأني الآن ولله الحمد صرت أصلي جميع الفروض بالمسجد وتركت سماع الأغاني ولكني لا زلت أدخن

وأعتذر لكم على الإطالة وعلى طريقتي بالشرح الغير مرتبه

وأرجو منكم الإشارة علي بكيفية التصرف

بيانات المستشير:

اسم المستشير: محمد 373.

رد المستشار:

اسم المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

الأخ الفاضل: محمد 373.. السعودية، وفقه الله.

ولدي الكريم: يتراءى لي- بداية- أن أهل زوجتك كان لهم دور في دفعها للقبول بك، وأنها من الداخل كانت غير مرتاحة. ولذا فبمجرد أن تمّ الزواج، أي جدّ الجدّ، بدأ التراجع، ولكن بالأسلوب، الذي تشير إليه، والذي يبدو أنه لون من الافتعال، لتأخير بعض الممارسات الزوجية!!

وليس عدم قبول زوجتك لك، أو ارتياحها للارتباط بك، راجعًا إلى صفة سلبية فيك. لكن قد تكون وقفتْ عند فرق الشهادة التعليمية بينكما، وربما قالت لها بعض صاحباتها: إن كونه (أقل) منك شهادة سيجعله يغار منك، وسيظل يفسر كلماتك على أنها لون من التعالي، وقد تكون توقعتْ بسذاجة أن المستوى الثقافي والعقلي مرتبط بالمستوى التعليمي!

وربما إنها كانت ترى أخواتها أو بنات عمها مرتبطات بأزواج ذوي مراتب أكبر. فتتردد في قبول الخاطب الأقل منهم، لكن أهلها، وهم يخشون أن يتأخر الخطاب من جهة، وينظرون إلى زوايا إيجابية، في الخاطب من جهة أخرى، يجتهدون في دفعها وإقناعها.

وحين ينطبع في ذهن الفتاة انطباع مبدئي عن الزوج، ثم يصحبها ذلك الانطباع إلى بيت الزوجية، فغالبًا ينبني مستقبل حياتها الزوجية مع زوجها، على تلك الانطباعات، لأن ذلك الانطباع سيظل يوجه سلوكها.

ولو استبعدتُ نية الاستغلال، في تحديد المال، الذي طلبه أهل زوجتك لعلاجها مما أصابها، وأخذه، لعددته محاولة منهم للتأكيد على صحة الموضوع. خاصة وأنت تلاحظ طلب والدتها تركها عندهم، وهو ما قد يوحي بعزم الأم على إقناع البنت. وربما كانت تريد أن تجس نبضها بمدى تعلقها بك، حين تغيب عنك بعض الوقت!!

وحين تشير إلى أنها بعد رجوعها صارت أفضل فقد يكون بتأثير الأم خاصة، والأهل عامة؛ فهم سيشيرون إلى أنه حُسب عليها زواج، وأنها ستكون- لو تركتك- مطلقة، وقد يكونون راحوا يعددون لها ما لديك من صفات جيدة.

وما أشرتَ إليه من نظرة زوجتك إليك بعين الشك، بعد رجوعها من أهلها، فربما كان نابعًا من معلومات قيلت لها عنك، ولا تنس أن إنشاء موقعك الالكتروني كان قبل الزواج، وأن أعضاء موقعك من الجنسين. والفتيات ذوات حساسية، فقد تفسر بعض التصرفات على أنها رسائل لخطب الود!!

فزوجتك حين كانت مترددة في قبولك لم تفتح هذا الملف، لكن حين تمّ إقناعها ودفعها للاستمرار معك، كان لابد في- في رأيها- من التحقق، فالتفتت إلى هذا الجانب.

وأقول هذا التوقع انطلاقًا من صدقك في رسالتك، إذ تأتيني اتصالات غير قليلة، تشكو فيها الزوجات من إقامة أزواجهن علاقات عبر النت، مع بعض الفتيات.. وكثير من الأزواج لا يتوقع- إطلاقًا- أن زوجته يمكن أن تتفطن لهذه العلاقة، فضلًا أن تكتشفها!!

ويبدو أن غلطتك (الكبرى) هي إعطاء رقم الجوال، لأنه من الواضح أن من سيقدّم اقتراحات يدرك أن الرسالة الالكترونية لا يمكن أن تضيق عنها!.. والأسلوب الذي انتهجته هو- حسب المشكلات التي تأتيني- (بداية) مدّ الخيط بين الفتى والفتاة، في العلاقات غير الشرعية!

ومع كامل احترامي لك فليس من السهل على إنسان مثلك أسس موقعًا، واعتاد على الدخول للشبكة أن (يلغي) الموقع، و(يبيع) حتى جهاز الكمبيوتر، لولا أنه- فعلًا- شعر أنه متورط.. والخطأ ليس في الوقوع في الخطأ، ولكن في الإصرار عليه، وأنت واحد من بني آدم، الذي وقع في الخطأ، وتبعه بنوه. ولكن من الرائع- جدًّا- أن يبادر الإنسان في الاعتراف بالخطأ، والإقلاع عنه، وقد يكون الشخص الذي كشف خطأه، من زوجة وغيرها، أهدى له هدية عظيمة، وهي إبعاده عن طريق الخطأ.

ولدي الكريم: إن المرأة تغار على زوجها، والغيرة (الطبيعية) صفة إيجابية. ولذا فإنها حين تكتشف لزوجها علاقة (نسائية) يمثل ذلك جرحًا بالغًا، يصعب عليها نسيانه، وإن كان من الخطأ الفادح تذكيرها زوجها به!

ومشكلة بعض النساء أن مثل هذا الموقف حين يقع فيه زوجها يمثل لها ردة فعل (سيئة) جدًّا، إذ يحول غيرتها إلى غيرة (مرضية). تتعب منها، وتُتعب زوجها معها. وهو ما تشير إليه بقولك: (جلست شهور وهي تذكرني بهذا الموقف وأنها ما راح تنساه وصارت تراقبني وتراقب جميع تحركاتي ومكالماتي الهاتفية وتسألني عن خروجي ودخولي للبيت ومع من كنت؟ وماذا صنعت؟ وتعبت أنا من هذا الشيء وغيرت رقم جوالي وقللت خروجي من البيت حتى أصدقائي اضطررت أن ابتعد عنهم لكي أرتاح من كثرة الأسئلة والمشاكل وخفت المشاكل بخصوص الشك والغيرة).

وجميل أن تستطيع بتصرفاتك تلك- مع صعوبتها- أن تكبح من جماح غيرتها المنطلقة، لتهدأ أمواج الشك العاتية.

ولدي الكريم: أما المشكلة الثانية، المتصلة بطلب الخادمة، بل والانتقال لشقة أكبر، فهي بمعزل عن المشكلة الأولى.لكن لها صلة باختلاف المستوى بينكما، فربما كانت زوجتك ترى أن لها الفضل عليك في قبولها بك. ولا أستبعد من سياق حكايتك أنك أحببتها جدًّا، وأنها هي أحست بذلك، ولكنها هي قد لا تكون تبادلك الحب، بالمستوى نفسه، أو أنها من أسرة غاية في (الاستغلال)!

ومشكلة بعض الفتيات حين تدخل بيت الزوجية دون قناعة (كبيرة)، فإنها تبدو كما لو كانت تريد (تطفيش) الزوج ليطلقها!!

والزوجة من هذا النوع إما أن تكون حمقاء، فكأنها ترى أنها حين يطلقها الزوج، ولو بسبب مشكلاتها معه، أن ساحتها ستكون بيضاء!!

وإما أن تكون تتمنى الطلاق لكنها لا تطلبه. وليس عدم طلبه حبًّا في زوجها، ولكنها تخشى ألا يتقدم لها أحد بعد طلاقها، أو أن يتقدم لها من هو أقل من زوجها، فيصبح زوجها ميدانًا للتنفيس، عن تلك المشاعر السلبية.

وألاحظ أنك تضغط على نفسك كثيرًا بالديون والقروض، وزوجتك تدرك هذا، ولها- كما تقول- راتب يفوق راتبك، ومع ذلك لا تقف مطالبها الأصلية والكمالية عند حدّ، وكأنها تريد الانتقام منك، أو استفزازك.

وها أنت تقول: (كل فتره وفترة تصير مشكله)، وتقول: (وكانت دائمًا تتذمر). وكلمة (دائمًا) هنا مزعجة جدًّا!!

وتقول: (استمرينا على هالحال والمشاكل لمدة سنتين). ولذا ليس غريبًا أن يصل الحال إلى المستوى، الذي أشرت إليه بقولك: (وصارت مشكلة بيني وبين زوجتي وتطاولت علي وهددتني بسكين إذا ما نفذت طلبها أنا بصراحة زعلت وتضايقت كثيرا أخذت السكين منها وضربتها ضرب مبرح)!!.

ويبدو أن ذلك الضرب (المبرح)، ليس بسبب التهديد بالسكين، تلك اللحظة، وإن كان تصرفًا مخزيًا، ولكنه لما تحمله في صدرك من حنق على جملة تصرفاتها، التي طال احتمالك لها!

ومن الواضح أن أهل زوجتك- في أفضل الأحوال- سلبيون. وقد تكون أمها ذات شخصية ضعيفة، وأنها خشيت من انفراط عقد الحياة الزوجية منذ البداية، ومن ثم حرصت على الدفع بالبنت للاستمرار معك، وتوسلت إليها، وحاولت إقناعها، لكنها حين رأت قطار حياتها سار، لم تعد تهتم مثلما كانت من قبل!!

ولدي الكريم: تُعلّق على حرصك على استرجاع زوجتك بعد طلاقها بسرعة، بقولك: (حنا نحب بعض كثير).. وفي ظني أن الـ(كثير) هذه يمكن توصيف (حبك) أنت بها، أما زوجتك فأشك في ذلك!.. ولا تنس هنا أنها لم تلتفت لك خلال الشهر والنصف، الذي قضته عند أهلها، وأنك أنت الذي جئت تحاول استرجاعها!.. وترضى أن تلبي (كل) المطالب التي اشترطوها عليك لاسترجاعها، مع صعوبتها، وكونها ستكبلك بمزيد من قيود الديون، لتصبح حالتك المادية- حسب تعبيرك- (ما تسر لا عدو ولا صديق).. ومع أنك مؤمن أنها هي (الغلطانة)!!

ولعل طلب زوجتك الأخير الطلاق، بمبادرة منها، وبسبب اتهام الخادمة لك، دليل (واضح) على أن جدار علاقتكما كان آيلًا للسقوط منذ البداية، وإلا فكونك رضيت أن تسلم الخادمة للشرطة ليحققوا معها، ورضيت بالتحليل- على الأقل- كان يفترض أن يدفعها إلى عدم الاستعجال في طلب الطلاق.

ولاحظ أنه دخل الحلبة مع زوجتك هذه المرة أمها، وهو ما يوحي بأن قوة الدفع بدأت بدأت تضعف.

وربما إن ما أصابك، من أذى من قبل زوجتك، كان بسبب ما وقعت فيه من تقصير في أمور دينك. ولذلك فمن نعمة الله عليك أن تراجع علاقتك مع ربك.. والتهمة حين يُرمى بها إنسان فإنه حين يكون مقصرًا يدفع ذلك من حوله إلى التصديق.. خاصة مع كثرة التورط في مثل تلك الأمور.

ولدي الكريم: أكثر من الاستغفار، فقد قال حبيبك- صلى الله عليه وسلم-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا). وتضرع إليه كثيرًا فهو- سبحانه مُحوّل الأحوال-، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه، سبحانه وتعالى، وإذا قال للشيء كُنْ كان.

ثم حاول البحث من أين أُتيتْ؛ فإن كان من ذنب فبادر إلى التوبة، وربك تواب رحيم.. وإن كان بسبب عدم إدراكك للاختلافات بين الجنسين، واختلاف حاجاتهما تبعًا لذلك، فثقف نفسك بذلك.. وإن كان لوجود نفرة من زوجتك فاجتهد في البحث عن مصدرها.

ثم كن شجاعًا و(قوّم) علاقتك بزوجتك، وعلاقتها بك.. وما الأسباب وراء هذا (الشرخ) في العلاقة.. فقد يكون يساعد عليه اختلاف الطبائع بينكما.. وقد يكون- كما أسلفت- كون زوجتك تشعر أنها (أعلى) منك شهادة، أو أن أهلها أكثر (وجاهة).. وهذا كله يؤكد (ضعف) تعلقها بك؛ إذ إن الحب (القوي) يذيب الكثير من الفوارق!

وقد يكون السبب لكون أخوات زوجتك أو بنات عمها يمارسن (القيادة) مع أزواجهن، وهي ترى نفسها حبة في سبحتهن!

ومع كرهي (الشديد) للطلاق فقد يكون، في بعض الأحيان، هو الحل، خاصة حين يظل الزوج (يركض) وراء الزوجة وطلباتها، وظروفه لا تسعفه!

وفي ظني أن أفضل أمر يمكن أن تعمله ويريحك، وتنتهي معه إلى نتيجة جيدة، هو أن تستعين بأحد لجان الإصلاح الأسري، إن كان حولك شيء منها. فربما كانت أعينهم (أوسع) من عينك!!. وربما كان هناك أمر كنت تراه (صغيرًا) ولا تأبه له، أوضحوا لك أنه وراء عامة مشكلاتك مع زوجتك.

يسّر الله أمرك، وشرح صدرك، وآدم بينك وبين زوجتك بخير.

الكاتب: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

المصدر: موقع المستشار.